لحظات... مع النبيّ صلى الله عليه وسلم
من كتاب صحيح البخاري

قال الله تعالى: وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴿٤﴾ سورة القلم

لحظات... مع النبيّ صلى الله عليه وسلم
من كتاب صحيح البخاري

من تواضعه كان يجلس حيث ينتهي به المجلس

من تواضعه كان يجلس حيث ينتهي به المجلس

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مع علو قدره ورفعة منصبه أشدَّ الناس تواضعا، لا يعتريه كِبرٌ ولا بَطَرٌ على رِفْعَة قَدْرِه وعلوِّ منزلته، يخفض جناحه للمؤمنين ولا يتعاظم عليهم، ويجلس بينهم كواحد منهم، ولا يُعْرَف مجلسه مِن مجلس أصحابه؛ لأنَّه كان صلى الله عليه وسلم إذا جاء إلى أصحابه سلم وجلس حيث انتهى به المجلس،

ولهذا كان يأتي الرجل الغريب فلا يميزه من أصحابه حتى يسأل عنه. ففي صحيح البخاري عن أنس بن مالك قال: بيْنَما نَحْنُ جُلُوسٌ مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الْمَسْجِدِ، دَخَلَ رَجُلٌ علَى جَمَلٍ، فأناخَهُ في المَسْجِدِ ثُمَّ عَقَلَهُ، ثُمَّ قالَ لهمْ: أيُّكُمْ مُحَمَّدٌ؟ والنبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُتَّكِئٌ بيْنَ ظَهْرانَيْهِمْ، فَقُلْنا: هذا الرَّجُلُ الأبْيَضُ الْمُتَّكِئُ.